الشمعة

كانت الشموع قديماً نوعاً من الترف لارتفاع ثمنها
وكان يباع بالوزن، ويهدى للملوك والأمراء ويحمل

في مواكبهم، وكانت الشموع تُصنع حسب حاجة

المشترين طولاً وضخامة ووزناً،

كما تنوعت أنواعها وتلوّنت بألوان شتّى،

كانت الشموع قبل الإسلام ترافق المواكب الكنسية،

أو تُهدى للمعابد، وقد استخدمها بعض ملوك الحيرة

في مواكبهم، وبعد الإسلام استخدمها الحكّام الأمويون.

فكان يُمشى بين أيديهم بالشموع الطوال

التي قد يصل طول الواحدة منها ثلاثة أشبار

(قرابة 60 ـ 70سم) ويتجاوز وزنها (ستة أرطال)،

وقد أمر الرشيد ليلة زفافه من زبيدة بحمل الشموع

بأنوار من الذهب. وفي عرس المعتضد على قطر الندى

كانت الأنوار من الفضة وواحد من الذهب،

والإضاءة بالشموع لم تكن بعد قد شاعت،

فكانت مجالس الخلفاء والكبراء والطبقة الميسورة

وليالي المساجد الكبيرة هي التي تضاء بالشموع

منذ العصر الأموي، لأنه يكلف أضعاف الأسرجة،

وقد قطع عمر بن عبد العزيز أرزاق الشمع عن ولاة بني أمية،

ولمّا طلب أبو بكر محمد بن محمد بن عمرو

والي المدينة منه معاودة إطلاق هذه الأرزاق

شَهَره وأمره ألا يعاوده في هذا الأمر،

وقد عاش الطلبة والأساتذة في غالبية

المدن الموريتانية على ضوء الشمعة (اللبة)

الليالي  الطوال  فنبغ عباقرة الستينات والسبعينات

والثمانينات وحتى بدايات التسعينات

وهي  أميرة مجالسهم وسهرهم

تحتاج الشمعة هذه إلى وقود وخيط يشتعل رأسة
الذي يشرب من الوقود الموجود في خزان الشمعة،
الشموع تختلف أحجامها  وتتوزع إلى ثلاثة اصناف
وتعتبر أكبرها احسنها ضوءا  واغلاها ثمنا.

الشمعة تنظف عند المساء بخرقة معهودة لذلك

وتعلق عادة في الشجرة التي تمنحها  الظل

و الأكسجين  الطري علها تتزود من ذلك بقدر

لسهرها الطويل.

مرضى الشموع وضحاياهم كثر وخاصة  من

لا يعتنون بنظافة شموعهم  .

اما شمعة الغاز فهيهات هيهات لمن يملكها من قرني والذين يلوني من قبلي والذين يلونهم..

صحيت الشموع وحدثني والدتي أطال الله بقاءها

وألهمني برها  انها رأتني في إحدى الليالي

وانا أراجع دروسي على الشمعة وقد تجمعت

علي من الفراشات الليلية الكثير وحبس من نفسي

ماجعلعها تبكي وتذرف الدموع

بيد انها خبأت عني ذلك الشعور وعمدت إلى

شراب بارد خضته واسعفتني اياه

وحمدت الله واثنت عليه..

من صفحة : يحي ولد بيان

زر الذهاب إلى الأعلى