إلى الرئيس أ. ماكرون، /محمد فال بلال
إلى الرئيس أ. ماكرون،
عندما سمعتك تقول إنك “تقف” إلى جانب المسيء احتراما للمعلم وانحيازا لقيم الجمهورية ودفاعا عن حرية التعبير، و إنك لن تتراجع ؛ تمنيتُ أن أكون حاضرا لأسألك: إذا كان معلمك جدير بالاحترام، ما بالك بالأنبياء الذين هم المعلمون حقا، والعظماء حقا، والمرشدون حقا للإنسانية إلى ما هو أعلى وأسمى وأجل من البعد الزمني والمكاني لأي جمهورية أو مدرسة كانت، فرنسية أو غير فرنسية؟
قل لي: ألا ترى أن الرسل والأنبياء يستحقون الاحترام؟ ألا تراهم أجل قدرا وأعظم مقاما من أن يكونوا موضوعًا “لكاريكاتورات” تقدم إلى الأطفال فيما يتعلق بصورتهم وتعاليمهم؟
ألا ترى أن اختيار الرسوم الكاريكاتورية لنبينا وحبيبنا وقدوتنا ومعلمنا محمد عليه الصلاة والسلام التي تشوه صورته المقدسة (حاشا لله) للأطفال بحجة تعليمهم حرية التعبير تصرف طائش ومناهض للتربية واستفزاز خطير ينم عن حقد وكراهية وعداوة للإسلام والمسلمين؟ هل ترى من حرية التعبير أن يقوم أستاذ بإيهام الأطفال بأن النبي المصور هنا (حاشا لله) على علاقة بمن تصفونهم بالظلامية والإرهاب؟ وهل يمكن السكوت على هذا الربط من خلال الرسوم بين الهمجية والعنف وما إلى ذلك … وبين الإسلام أو الصورة التي تحاولون عبثا إلصاقها به؟ هل يمكن السكوت على هذا الظلم والاستفزاز؟
أليس من الواضح أن المعلم المسيء فعل فعلته وهو يدرك أنه يقوم بعمل خطير و صادم جدا، بدليل أنه طلب من التلاميذ الراغبين في مغادرة الفصل بمغادرته لتجنب صدمة محتملة! وكأنه يقول على رؤوس الأشهاد: اخرجوا يا أطفال المسلمين، إن “المدرسة الجمهورية” تعطي الآن درسا في حرية التعبير!؟ وقسم هكذا فصله إلى قسمين: الطلاب المسلمون، وبقية الفصل من غير المسلمين! ومع ذلك، تأتي أنت لتقول للناس إنك تحمي “المدرسة” وتدافع عن قيم الجمهورية، ومنها حرية التعبير! سبحان من هذا ملكه.
قل لي: منذ متى صارت “حرية التعبير” فوق المقدسات؟ ومذ متى سمحَت “حرية التعبير” بامتهان مشاعر الشعوب ومهاجمة رموز الديانات وتسفيه الشعائر واحتقار المعتقدات؟
لقد انكشف الغطاء عن الازدواجية القبيحة.
هل تتذكر أنكم حكمتم في يونيو 2017 على الممثل الكوميدي “ديودوني” بسبب عرض مسرحي أقامه في منزله واستخدم فيه عبارة “Krakow pajamas gag” في إشارة إلى الزي الذي كان يرتديه اليهود في سجن “أوشفيتز” خلال الحرب العالمية الثانية! وقيل حينها إن “محكمة الجمهورية” قد رأت في الأمر إهانة لليهود تستحق الإدانة والعقوبة…أما اليوم، والأمر يتعلق بالقرآن ونبي الإسلام والمسلمين، فلا يوجد من الإهانة والظلم ما يكفي للإدانة… ألا لعنة الله على الظالمين.