عيد سعيد للذين تخطف ابصارهم جدةملابس ابناء الذوات

كتب الإعلامي المقتدر حنفي ولد دهاه ببلاغته الحالمة فقال :

لأولئك الأطفال من أبناء حراس المنازل في تفرغ زينه، الذين تخطف أبصارهم جدّة ملابس أبناء الذوات، الأُلى ولدوا و في أفواههم ملاعق ذهب، و تعلموا أن يأكلوا بالشوكة و السكين من دون يفغروها..

لأولئك الذين يخجلون من ثيابهم الرثة، و أسمالهم البالية، رغم أن رتق فتقها يكون بـ “خياطتْ لَيد”.. أولئك الذين لا يجدون لعباً يوم العيد، غير سيوف يصنعونها من خشب و سيارات من علب ما كان ليتأتّى لهم أن يلمسوها لو لم يفرغها أبناء الأغنياء في بطونهم..

لأولئك الذين تتشابه الأعياد لديهم بغيرها من الأيام، لولا أن يحسّوا فيها ألم الحرمان، حين يتميز فقرهم عن غنى أبناء الجيران، فيشعروا بفقرهم و فاقتهم يربو ككثيب أهيل على بذخ و ترف جيرانهم.

لأولئك الذين يزكم أنوفهم قُتار شواء جيرانهم، فلا يزيد حظهم منه على استنشاق روائحه النفاذة، فلا مزعة لحم تسكت صفير أمعائهم التي تجأر بسغب آمنٍ أن يفتك به الشبع يوماً.

لمِن تمرّ على أكفهم لِماماً قطع النقود الصغيرة، و كأنها مصابة بالحساسية من راحاتهم الشنة، فتفرّ منها سريعاً إلى صرة حانوتي.. تلك الراحات التي يهجرها الورِق كما تهجر الغانية اللعوب أحضان الفقراء.

لأولئك المرقونين على الهامش بحبر من مُخاط، أقول بمحض ود و خالص حب: عيدكم سعيد..

زر الذهاب إلى الأعلى