كيفه : “القديمه “الحي الذي دخل معروفه على كل بيت في لعصابة

“القديمة” : الحي الذي دخل معروفه على كل بيت في لعصابة
هل تعرف هذا المكان ؟ إنه سوق الدشر الأولى ؟
(سوق القديمه ) خاوي على عروشه إلا من دكان اودكانين قرب الجامح القديم .
إنها الدنيا : لاتبقى على حال ولا يدوم لها شان .
كم كان هذا السوق غاصا بالناس فلا لحوم إلا لحومه ولابيع ولاشراء إلامنه !!
إنها لوحه لا تزال مرسومة بين عيني يوم دخلته وأنا طفل صغير سنة 1981 مع زملائي من أبناء هذا الحي وبيدي 5 أواق لشراء مشروب : “جنجبيره” = سانكومه من
بائعها المغفور له : الشيخ “يب” صاحب القبعة الرائعة والأخلاق الحميده ، أتذكر إن لم تخني الذاكرة أن سعر قنينة مشروبه أوقية واحدة أنذاك .
ولقد مررت اليوم الخامس والعشرين فبربر 2020 بهذا السوق فاندهشت من حاله ! وحصلت لي الموعظة .
إن مدينة القديمه هي وحدها التي استطاعت بحكم التاريخ والجغرافيا أن تدخل المعروف على كل بيت في لعصابة وحازت شرف احتضان أول جامع في المدينة .
هي القديمة التي فتحت ابوابها لتصنع المعروف ولاتزال كذلك .
هي القديمة التي تشبثت بقول الشاعر :
إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ
حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهود
إِذا تكرمتَ أن تعطي القليلَ ولم
تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ
أبرقْ بخيرٍ تُرجَّى للنوال فما
تُرْجى الثما رُ إِذا لم يورقِ العودُ
بثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُهُ
فكل ما سدَّ فقراً فهو محمودُ
كم أتذكر وأنا صغير أبناء البيظان مرتمين في أحضان هذه المدينة لا يمسهم فيها هم ولانصب ينهلون علوم الكتاتيب المدرسية ويشكلون مع اخوتهم لوحة فريدة ومنسجمة انسجام سواد العين وبياضها إنها الروعة !!
وهنا أنتهز هذه للفرصة وأوجه نداء لساستنا وأطرنا ووجهائنا ومنابرنا الشبابية وغير الشبابية أن نخصص يوما في الأسبوع او الشهر لنظافة هذا الحي وهو أقل معروف في حقه وأن نعمل سويا على بعث هذا السوق : (القديمه) فلا يظل مهجورا متروكا للقطط ورمي القمامة ولو كلف ذلك تشجيع الباعة بالشراء من عندهم على أن ينظمو يوما لهذا السوق .
إنما تشاهدونه في الصورة بقايا دكاكين كانت محاولة لإحياء السوق المذكورة وتوقفت اشغالها ولم تكتمل ولاتزال على هذا الحال منذ سنوات مع جهلي للسبب .
وبما أن القديمة أم للكل ومن يضنع المعروف يجزى بمثله وقد قال الشاعر :
المرء يُعرف فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ وَخَصَائِل المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِه
فقد أن الأوان أن نهب لها .
يسلم ولد بيان