حدثت الشجرة

حين ما كنت شجرة وارفة الظلال من أحسن عرائس الوادي وأكثرهم أريحية وأفوحهم عطرا ، لا تملني الطيور ، خشبة مسرح لأغانيها ، فإذا جن الليل فتحت لها صدري لتبيت هادئة مطمئنة البال .

وفي أحد الأيام نزل بظلي حطابان  فلم أبخل عليهما بظلي

كنت حديثهما طول النهار ، فلما كان المساء أخرج كل واحد منهم  فأسا وانهالا علي بالقطع ظننتهما سيكتفيان بقطع أجزاء مني حينما قطعوا الغصن الأول ، فالثاني ،فالثالث  ، فلما شرعا في عمود ظهري أيقنت أني ميتة ، فلما كان اليوم الموالي زارتني العصافير كعادتها ففوجئت بضريحي وتملكها الخوف وولت هاربة وهي هاتفة   لماذا  وكيف قتلاها …؟

يسلم ولد بيان

زر الذهاب إلى الأعلى