ليالي الشتاء!

في ليلة من ليالي الشتاء القارس تم استدعائي لانعاش مناسبة زفاف في أحد أحياء نواكشوط الراقية . عدت من السهرة 3س تقريبا و جيوبي مملوءة فضة (الزرك.. الزرك).
وجدت عند مدخل الدار رجلا طويل القامة ، يغطي رأسه و وجهه بعمامة سوداء .
كان الأمر غير عاد لكن سرعان ما زالت مخاوفي حين كلمني بنبرة يملأها الحزن:
أخي الشيخ أنا جارك من عملاء هذا الدكان ، أخي مريض ، بحثت عن سيارة تقله للطب بلا جدوي فهل لا ساعدتنا؟
لم أتردد في قول نعم و طلبت من البنات الدخول في الدار و انطلقت معه يمينا وشمالا في حي ملح 1 الي ان وصل بي لطريق مسدود في ٱخر مباني الحي (لعلاب) ، نزل من السيارة متجه الي عريش فوق علب ليحضر مريضه.
بداية المأساة:
بينما أنا أفكر في طريقة العودة من دون أن تبلعني اعلاب ملح في هذا الوقت المتأخر بعد أن ياتي الرجل و اخوه ، إذ رن هاتفي. كان الاتصال من المنزل : كيف سمحت لنفسك بالذهاب مع لصوص ؟ خذ حذرك.
رددت : لا الامر لا يتطلب الخوف اطمئنوا.
سكرت الهاتف و بقيت دقائق انتظر إلى ان جاء رجل سمين ، اسود البشرة و من دون سلام وقف عند مؤخر السيار . سارت الواسوس تراودني : ما هذا ؟ ول انا وقعت حقا في فخ؟ ضغطت
علي منبه السيارة لأعرف أين اختفي صاحبي ؟ أخرج لي ثالث رأسه و طلب مني الانتظار . كان الهاتف يرن كل دقِيقَتين . طال انتظاري و تأكدت أن الأمر لن يمر بسلام.
و بينما انا أفكر في العمل للخروج من المأزق ، اذا برجل يخرج من العريش مختبئا في غطاء (امبج) ، كان مشيه بصعوبه و وراءه الرجل الذي جاء معي.
جلس السمين في المقعد الأمامي و جلس صاحبي عند ظهري و دخل الرجل المغطي و انا اسمع له شهيقا غير طبيعي.
سألتهم: ايوه، ش انعدلو؟
جواب: اتجه بنا الي مستشفي زايد .
كان جواب مريح جدا و اتجهت بسرعة الي الشارع المؤبد ثم المستشفي و انا احمد الله و توليت عنهم كل الاجراء الأولي و فاتورات الدواء لا استطيع بصراحة الجزم ان كان ذاك فرحا لنجاتي ام عمل خير أسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتي.
بعدها ودعتهم و عدت الي أهلي لأحكي لهم بطوووولاتي.
رمضان كريم
من صفحة الشيخ الداه اب