نافذة على الأوطان

ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى، … لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ، … فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، … كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
فهلْ من مُعيرٍ طَرْفَ عَينٍ خَليَّةٍ؟ … فإنسَانُ عَينِ العَامِرِيِّ كَليمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً … بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ
هذه صورة من قرية من القرى الموريتانية الشرقية المحاذية لطريق الأمل .
وقد أخذت الصورة من القرية وهي تستقبل عارضا خريفيا على ما يبدو
و للبرق والعارض نصيبهما من الشعر: فحبيس الحجاج لما رأى البرق ليلا ناحية أهله أنشد قائلا :
ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى… لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ…فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، … كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً … بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ
ويقال أن الحجاج لما سمع الأبيات أطلق سراحه
ويقول آخر في العارض وهو: السحاب الذي يرى في أقطار السماء ليلا ثم يصبح من الغد قد استوى وحبا بعضه إلى بعض .
يامن يرى عارضا قد بت أرمقه كأنما البرق في حافته الشعل .
وهنا لانستبعد أن تثيرهذه الصورة الشوق والحنين في أبناء مدننا الذين رمتهم صروف النوى إلى بلاد الغربة فتكون سببا في العودة إلى أوطانهم وصلة أرحامهم